رئيس التحرير : مشعل العريفي

سعيد الوهابي:لماذا يحب السعوديون نانسي عجرم ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد:كشف الكاتب سعيد الوهابي عبر مقال له نشره موقع عين اليوم تحت عنوان "لماذا يحب السعوديون نانسي عجرم أكثر من جمال خاشقجي؟"عن قصة حدثت له في مقهى شمال الرياض أظهرت شغف السعوديين بمطالعة الفنانة "نانسي عجرم "وعدم اهتمامهم في متابعة التحليلات السياسية .يقول الكاتب سعيد الوهابي :مساء السبت الماضي ألتقيت صديق في مقهى شمال الرياض، حين وصلت لفت نظري أن الجلسة التي أمامي يشاهدون برنامج “ذا فويس” الذي تقوم الفنانة العظيمة نانسي عجرم بدور الحكم، كان صديقي “المثقف” يشاهد قناة الجزيرة وفجأة ظهر وجه الأستاذ جمال خاشقجي، فلم نسمع منه شيء لصخب المكان بأغاني برنامج نانسي، استأذنت الصديق واخذت انتقل من مكان إلى آخر داخل المقهى، ولأن أغلب الجلسات مفتوحة فأنت ترى ماذا يشاهد الناس، اكتشفت أن عينة عشوائية من سكان الرياض يشاهدون نانسي ولا أحد يهتم بـ جمال خاشقجي! ويتابع الكاتب قائلا:قبل أسبوعين كنت في الأحساء وبالتحديد في مقهى السيد الشعبي، فاجأني شاب ليقول أن مقالاتي سخيفة ! أجبت الشاب فوراً نعم هي كذلك، أحياناً اتعمد أن تكون سخيفة، وربما كانت النسخة الأولى من المقال جادة فأسخفها بالكلمات والعبارات الأكثر سخافة.
حسناً متى تجمعنا نحن كسعوديين لنتحدث في أمر مصيري غير سخيف؟ لا اتذكر، نعم هناك مطالبات فردية أو جماعية خافتة حول الصحة والإسكان والتعليم..إلخ، لكن متى آخر مرة رأيت هاشتاق #نريد_أن_نصنع_أول_سفينة_سعودية ويقوده سعوديون جحافلة غاضبون من تخلفنا في صناعة السفن والصناعات الأخرى؟ متى آخر مرة شاهدت مجموعة من الناس يحتسبون للمطالبة بتطوير منطقة حقل في شمال المملكة ويتحدثون عنها بشغف ووطنية؟ متى آخر مرة طالبنا الحكومة بإطلاق مركبة فضائية يقودها فريق سعودي من ملاحي الفضاء، الإجابة لم ولن تحدث.

ستجدنا نجتمع على مقطع دهن العود أو شيخ يصف المرأة بالعار، وفي نهاية الأسبوع نشاهد نانسي ونغرد عنها وعن أحلام والبقية، أنا هنا أصف المجتمع ولا انتقده وأكتب له بناء على اهتماماته.
كثير من الناس تسحرهم الطلة ويأخذهم البرستيج الاجتماعي حتى ولو كانوا سلاتيح، بعد ربع قرن من الكتابة تم الاعتراف بالكاتب عبده خال عام 2010 بعد فوزه بجائزة البوكر العربية، حرفياً ألتفتت الدولة ومن خلفها الناس ليكتشفوا أن خال نشر أكثر من 8 روايات عظيمة بالمقاييس المحلية، حين سألوا عبده خال لماذا يقرأ السعوديون لكاتب مثل غازي القصيبي ويتركون كتبك؟ فكان جوابه غارق في الواقعية والسخرية، أن السعودي يحب المفاخرة في المجالس أنه قرأ لغازي الوزير والسفير وصديق الملوك، ولا يريدون أن يقولوا أنهم قرأوا لكاتب من جيزان اسمه عبده.
ويختم الكاتب مقاله بالقول : نعم السعوديون يحبون نانسي أكثر من جمال، يحبون الخفة أكثر من الجدية، يحبون مقاطع الفضائح القصيرة أكثر من فيلم ساحر وطويل في السينما، السعودي يحب أن يبدى رأيه بحرارة في ألوان حجاب بدرية البشر وطول سروال السنة لجارهم، ولكنه لن يتحدث عن مصير مدينة حائل الإقتصادية مثلاً.هذا هو السعودي الذي أفهمه واعرف اهتماماته وطريقة تفكيره ثم استغل كل هذا وأكتب له وعنه.

arrow up